الثلاثاء، 6 مايو 2008

أوكازيون تفويت الفرص في مصر المحروسة من "شعبها"

لم يكن الأمر هذه المرة إنتظاراً محوّراً ومشرنقاً في فكرة المهدي المنتظر أو إتباعاً لسياسة رُب خلفٍ أفضل من سلف أو ربما دعوة للتحرر من الظلم الواقع بنا ممن فوقنا أو من يعيشون رغد الحياة من خلالنا وبيننا..نظام الحكم في مصر يصنع بنفسه تابوت الخلود في معبد من الطين والقش لن يدُم في الذاكرة إلا حين التندر بأيام تكاسل فيها الصبر وأصبح حكمة معقدة ومتجذرة في نفوس المصري ،لن يتحرك المواطن المصري صاحب الحق ولن يصرخ المظلوم أمام الظالم غير العابئ بتعفن الناس أحياءً ولن يشكو مجرد الشكوى إتكاءً على مسلات وبرديات الحكمة التي ورثناها عبر قرون الصبر والإنتظار ..فالهرم بنيناه بالصبر والهم جذرناه بالصبر وابو الهول صابر لاينطق وكل شيء حوالينا في مصر صابر صامت منتظر إلا.......إلا النظام الحاكم يسعى سعياً حثوثاً لبناء نعشه بنفسه في إعتداد وثقة وهيبة أكسبها إياه المواطن المصري المغبون حقه بإرادته ،لم نشارك او نساعد حاكمو بلادنا في إنجاز بناء النعش بل ننظر في صبر ونفوّت الفرصة على أن نسطر المجد بحروفنا -نحن- وبأقلامنا الجافة أحبارها ذات المداد من أغوار آبار في صحراء لم يصل إليها -وربما لن يصل- جافٌ حلقه..فوّتناها وقتما تعطل المترو فرصة الوجود الإعتراضي الإيمائي في حالة أضعف الإيمان وكتمناها في تلافيف أمعائنا المسرطنة هذه الكلمة البائسة الحزينة "حسبي الله ونعم الوكيل"فوّتناها وقتما أعلن الشامخ في جلاله وإكرامه زيادة العلاوة كأن نظراؤه لم يؤتين حكمته الميثولوجيّة المسطرة في ديباجات أساطير الخالدين وبعد إعلانه تخسف بدعوته الحكومة أرضاً كخسف قصر قارون في لحظة غفوة منتشاة فتزيد أسعار البنزين وسلع أخرى في الطريق !!وبالرغم من الاستطراد الحثوث في حلقة التفويت المفرغة التي عششنا فيها -نحن- عناكب مصر الخالدة أو جعرانها إلا أن الأمل في الخلاص يُصك بإخلاص في كل حين من قبل حاكمي بلادنا ..وحتى لانضيع الفرص أو نفوّتها أبشركم بلحظات الغفوة المتكاثرة والمتوالدة الآتية من حاكمينا والتي لا شك تلد فرص الخلاص منهم بسرعة إن لم نفوّت الفرصة ..ستسألوني عن كيف الإستغلال والقنص للفرص سأقول أضعف الإيمان عدم الصمت فإن زدتم على الجهر بالحنق شيئاً فهو لكم .
أحمد زكريا منطـــــــــــــــاوي

هناك تعليق واحد:

أحمد يونس يقول...

أحمد .. مش عارف أعلق بإيه
رائعة كباقي ما يخطه قلمك المبهر
ولكن هذه أكثر روعة .. يمكن عشان في السياسة ويمكن كمان عشان بقالي كثييييييييير لم أسعد بقراءة إبداعاتك ... خالص تحياتي لك وأمنياتي لك بالتوفيق ومزيد من الروائع والابهار
وحشتني كثيييييييييييييير جدا جدا جدا

مصر منذ 150 سنة