تطاول وتعارض
نجحت إسرائيل في إحياء شمشون مرة أخرى جعل كل من رآه وسمع به يسقط في بول رعبه غارقاً في سيلان لعابه المتأجج وفعل هذا الشمشون الجبار كل ما يحلو له من اغتصاب وقتل وسرقة أمام الشهود والمغتصبة حقوقهم كلهم سواء ولم يقدر احد منهم أو غيرهم سوى القول لشمشون "عيب يا شمشون" انت مغتصب يا شمشون وحرامي يا شمشون.
في الوقت الذي جعلنا عنترة بن شداد عفريتاً في زجاجة تحاذقنا عليه وقلنا له لو أنك فعلاً خرجت من هذه الزجاجة الصغيرة فأرنا الدليل وحين تقزم في زجاجته أغلقنا عليه وأخرجنا ألسنتنا له لنجلس على عصا شمشون في أريحية خالدة.
للأسف نحن بأيدينا من استصغر نفسه وكتم أنفاسه وجعل أحلامه هواجسه وأفكاره أسطورة كأسطورة أمنا الغولة ندفن رؤسنا في الرمال حين نراها ونحشر تطلعاتنا في فتحات جيوبنا المهترئة.
بينما نشهد ما حدث بين مصر والجزائر ومباهاة كل طرف بشوفينيته وقوميته وأنه من ينتمي بشكل أو بآخر للعنصر الياقوتي من البشر وأن الآخر حثالة الحيوانات إن إرتقى في الأصل لذلك، وبين مصر وليبيا وبين المغرب والجزائر وبين اليمن والسعودية وبين السودان والصومال وبين سوريا والعراق وبين الكويت والعراق.
صدام حسين رأى في نفسه فارس فرسان العرب والمسلمين فاغتصب الكويت لتكون غرة أزمنة بطولاته وانتصاراته.
حسني مبارك يرى في نفسه الحكيم العادل المتأني وفي دولته الأولى والأصلح لجر عربة العرب نحو المستقبل المشرق.
فشل القذافي في قيادة عربية فوجد ضالته المنشودة في صحراء افريقيا للحصول على قيادة قارية تناهض قيادة العرب الاقليمية.
بحثنا في ماضينا عن البطولة الوحدوية ومن سيكون صاحب الفضل الأوحد على بقية الرعية من المحيط إلى الخليج فالكل يبحث عن عصا موسى و معجزات عيسى وناقة صالح وسفينة نوح –عليهم السلام أجمعين.
وكانت النتيجة سفينة بلا ركاب وعصا لا تغني ولا تسمن من جوع.
ناهضنا فكرة قيام دولة إسلامية على اعتبار انها فكرة من أفكار الزمن الغابر ونحن في كل يوم نسبح باسم الأيام السالفة والماضي العطِرْ.
فشلنا في التطاول على إسرائيل ونجحنا في التعارض على أنفسنا.