الاثنين، 26 مايو 2008

هايم سيما

هايم سيما
Death Sentence


يُقتل الإبن ..الأب الشريف يثور.. يبحث عن العدالة.. يُصبح قاتلاً..يفقد زوجته ويكاد يفقد إبنه الثاني..يثور مُجدداً باحثاً عن العدالة المفقودة..يصير مُجرماً..الإبن الثاني ينجو !
مراحل مختلفة لفيلمنا عرج عليها حتى الوصول لذروته حيث ولوج عالم العصابات الذين يتكاثرون تبعاً لمنطق أنت منَا شريطة كونك قاتلاً ،فشهادة وجودك بينهم أن تقتُل أي نفس مهما كانت بريئة وغير ذات صلة بأي مُشكلة ...
يبدأ الفيلم برصد لحالة الأسرة المترفة حيث الإبن الأكبر الذكي والأصغر المُتبلد في نظر الأب والمؤلف لم يَغُرْ في شخصيات الأبناء ليعكس هذا الإحساس بل عرض هذا الإنطباع من خلال حديث ونظرات الأب المملوءة فخراً ومباهاة بهذا العبقري الفذ بينما الثاني مُنزوياً وملوماً محسوراً أما الأم تعدل كفة الحديث وتسوّي الضغائن التي بينهما .نعت بالغباء للأصغر من الأكبر ووسم بالمُبالغة وعُهر للكبير من قبل الصغير.
الأب يُحدث الأم ؛عبر الهاتف؛ عن إمكانية سفر إبنه العبقري لكندا لإكمال مشواره الإحترافي في لعبة الهوكي ،عصابة تقتحم البقالة حيث إبنه الأكبر يشتري عصيراً فتدخل العصابة ويحدث ما أسلفت ذكره.الأب ينهار ولكنه يكاد يمسك بالجاني ويتحيّن له رؤية وجهه ولكنه يهرب.
الأب لا يشير للمتهم في المحكمة للحصول على إنتقامه اللذيذ بعدما نما لعلمه أن الجاني لن يمكث في غياهب السجن إلا سنوات ثلاث .يُقرر الإنتقام بحثاً عن العدالة بدلاً عن عدالة القضاء الأعمى !
الفيلم عبارة عن ميكروسكوب سينيمائي لحالة "شهوة القتل" أو "لذة الإنتقام" التي غرزها الله فينا غريزة في تلك النفس التي ألهمها الله فجورها وتقواها.فكلنا فينا ذاك المجرم واللص والداعر والمتقي والصالح والورع لك أن تختار من تكون مهما كنت أنيقاً ببزة ؛أو بدلة؛ فاخرة ومديراً في أشهر المؤسسات كما هو بطل الفيلم
Nick Hume.
إستخدم المُخرج
James Wan براعته الفائقة والمعهودة كما رآها الكثيرون في سلسلة أفلامه "SAW" فهو يمتلك ويجمع بين لغة بصرية بسيطة وعميقة بحرفية مُتقنة ويتضح ذلك من خلال بعض اللقطات في فيلم المقال حيث يبرز مشاعر البهجة داخل الأسرة رغم الضغائن المُشتعلة بين الأبناء من طرف خفي وكان من أبرز وأقوى مشاهد الفيلم والتي أراها تستحق وحدها من دون الفيلم مشهد هروب نيك هيوم من أفراد العصابة حين محاولة إغتياله في الشارع وعلى مسمع ومرأى من المارين والعابرين ،حيث يُخرج "جيمس وان" مكنونات السرد الروائي لمؤلف الفيلم Brian Garfield حيث لحظات الخوف والجزع التي ملأت جسد "هيوم" ستشعر وكأنك ضحيتهم وستصبح أنفاسه أنفاسك وتقنع ببصره أن يحل محل بصرك وستحاول مساعدته للخروج من هذا المأزق ،فأفراد العصابة يلاحقونه ..أنفاسهم تغري نفسها بالحصول عليه بينما أنفاسه تبحث عن مكان آمن.نجح "وان" كما هو متوقع منه في الحصول على أنفاس المشاهدين واللعب بمشاعرهم ونقلها من التعاطف إلى الخوف إلى حتمية الإنتقام حتى كونك تصبح مجرماً كان بيد المخرج لا بيدك !
هذا الفيلم عن رواية لبريان جارفيلد كما ذكرنا والتي أحداثها لا تبتعد على الإطلاق عما حدث للولايات المتحدة في 11/9/2001 حيث سقوط البرجين التجاريين وإنتفاضة الولايات المتحدة لسحق أفغانستان ثم العراق ومؤخراً هجاء إيران وسوريا وحركة حماس كأن نيك هيوم هو أمريكا في بدلته الأنيقة وخلو أطرافه من الدماء حتى يُقتل أعز ما يملك إبنه العبقري وعندما عجزت العدالة العمياء عن رد الحق له صال و جال للحصول على دم إبنه وذلك كما حدث في أفغانستان والعراق و الصومال و السودان،رسالة من المخرج وكاتبو سيناريو الفيلم. رسالة معبقة بأجواء السبعينات من مؤلف الرواية التي خطها بيده خلال العام 1975 !!.
في نهاية الفيلم يجمع نيك هيوم و Billy Darley أريكة واحدة ينظر فيها القاتل للقاتل ويتفوه بيلي دارلي زعيم العصابة شامتاً " لقد أصبحت مثلنا " ثم يبتسم !
أداء
Kevin Bacon "نيك هيوم" جاء متقناً وساعد الحبكة الدرامية على الخروج في أبهى صورها وأدّت Kelly Preston "هيلين هيوم" دور الأم ببراعة وبساطة جعلتك تعيش كمدها وإنكسارها على رحيل الإبن وأعجبني بشدة John Goodman "بونس دارلي" في دور والد بيلي دارلي حيث يعمل تاجر للسلاح يبيع السلاح لإبنه ولـ "نيك هيوم" لفرط حبه للمال.



منطاوي


















John Goodman as Bones Darley
























Kevin Bacon as Nick Hume










Garrett Hedlund as Billy Darley

الاثنين، 19 مايو 2008

هايم سيما




هايم سيما






سلسلة مقالات عن الأفلام المصرية والغربية






قــ..ر..يــ.. بــــاً






الثلاثاء، 6 مايو 2008

أوكازيون تفويت الفرص في مصر المحروسة من "شعبها"

لم يكن الأمر هذه المرة إنتظاراً محوّراً ومشرنقاً في فكرة المهدي المنتظر أو إتباعاً لسياسة رُب خلفٍ أفضل من سلف أو ربما دعوة للتحرر من الظلم الواقع بنا ممن فوقنا أو من يعيشون رغد الحياة من خلالنا وبيننا..نظام الحكم في مصر يصنع بنفسه تابوت الخلود في معبد من الطين والقش لن يدُم في الذاكرة إلا حين التندر بأيام تكاسل فيها الصبر وأصبح حكمة معقدة ومتجذرة في نفوس المصري ،لن يتحرك المواطن المصري صاحب الحق ولن يصرخ المظلوم أمام الظالم غير العابئ بتعفن الناس أحياءً ولن يشكو مجرد الشكوى إتكاءً على مسلات وبرديات الحكمة التي ورثناها عبر قرون الصبر والإنتظار ..فالهرم بنيناه بالصبر والهم جذرناه بالصبر وابو الهول صابر لاينطق وكل شيء حوالينا في مصر صابر صامت منتظر إلا.......إلا النظام الحاكم يسعى سعياً حثوثاً لبناء نعشه بنفسه في إعتداد وثقة وهيبة أكسبها إياه المواطن المصري المغبون حقه بإرادته ،لم نشارك او نساعد حاكمو بلادنا في إنجاز بناء النعش بل ننظر في صبر ونفوّت الفرصة على أن نسطر المجد بحروفنا -نحن- وبأقلامنا الجافة أحبارها ذات المداد من أغوار آبار في صحراء لم يصل إليها -وربما لن يصل- جافٌ حلقه..فوّتناها وقتما تعطل المترو فرصة الوجود الإعتراضي الإيمائي في حالة أضعف الإيمان وكتمناها في تلافيف أمعائنا المسرطنة هذه الكلمة البائسة الحزينة "حسبي الله ونعم الوكيل"فوّتناها وقتما أعلن الشامخ في جلاله وإكرامه زيادة العلاوة كأن نظراؤه لم يؤتين حكمته الميثولوجيّة المسطرة في ديباجات أساطير الخالدين وبعد إعلانه تخسف بدعوته الحكومة أرضاً كخسف قصر قارون في لحظة غفوة منتشاة فتزيد أسعار البنزين وسلع أخرى في الطريق !!وبالرغم من الاستطراد الحثوث في حلقة التفويت المفرغة التي عششنا فيها -نحن- عناكب مصر الخالدة أو جعرانها إلا أن الأمل في الخلاص يُصك بإخلاص في كل حين من قبل حاكمي بلادنا ..وحتى لانضيع الفرص أو نفوّتها أبشركم بلحظات الغفوة المتكاثرة والمتوالدة الآتية من حاكمينا والتي لا شك تلد فرص الخلاص منهم بسرعة إن لم نفوّت الفرصة ..ستسألوني عن كيف الإستغلال والقنص للفرص سأقول أضعف الإيمان عدم الصمت فإن زدتم على الجهر بالحنق شيئاً فهو لكم .
أحمد زكريا منطـــــــــــــــاوي

مصر منذ 150 سنة